تقنية الإخراج المسرحي
شهد فن المسرح منذ بداياته في عصر الإغريق وحتى اليوم الكثير من المتغيرات والتطورات الكبيرة التي عززت من مسيرته الإبداعية الحافلة بالتجارب المسرحية، وحققت الكثير من الإنجازات العظيمة التي حملت رسالة المسرح في توصيل غايته الإنسانية وتواصلها مع المتلقي الذي يعد العنصر الأساس في عناصر العرض وأكثرها أهمية.لقد مرّ فن المسرح خلال تاريخه الطويل بمراحل مختلفة، يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل:
ــ مرحلة المؤلف (الكاتب المسرحي)
ــ مرحلة الممثل
ــ وأخيراً مرحلة المخرج
تعد المرحلتين الأولى والثانية (المؤلف، والممثل) على رغم بعد المسافة الزمنية بينهما؛ وبكل ما تضمنته من متغيرات أسهمت في ظهور أنماط مسرحية متنوعة انبثقت عن المأساة ـ Tragedy و الملهاة ـ Comedy ، فظهر مسرح (المونودراما Monodrama)
المونودراما ـ Monodrama :
أول الأنواع المسرحية التي ظهرت عند الإغريق، حيث كان العرض المسرحي يعتمد على شخصية واحدة؛ جسدها ثيسبس ـ Thespis أول ممثل في اليونان، وشكلت تلك المرحلة بدايات فن المسرح التي مهدت إلى ظهور الممثل الثاني ثم الثالث، وهكذا تطور فن المسرح ليصبح عدد ممثليه ليس له حدود، لكن هذا النوع من المسرح بقي يختص به ممثل واحد فقط وأصبحت له تقاليده المسرحية الخاصة. و( المسرح الإيمائي Pantomime)( مسرحية المعجزات Play Miracle)،(الميلودراما Melodrama)،لكن مرحلة المخرج التي مهدت للمسرح الحديث بكل ما يحمله من تطلعات إنسانية حافلة بالتطورات، ومستقبلة لكل الأفكار والمدارس والمذاهب بالشكل الذي واكبت من خلاله متغيرات الحياة الكبيرة وكل إفرازاتها التي أنتجها الإنسان المعاصر خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين وكانت حاضنة لتلك المرحلة وداعمة لها. لقد حظيت هذه المرحلة بظهور نخبة كبيرة ومهمة من المخرجين الطليعيين المحدثين الذين أرسوا قواعد المسرح الحديث بكل إنجازاته الثقافية العظيمة، وأسسوا لأشكال جديدة من المسارح أخذت على عاتقها مهمة البحث عن حلول لمشاكل الواقع الإنساني المعاصر الذي أفرزته متغيرات العصر بما تحمله الثورة الصناعية والتطورات الفكرية والابتكارات العلمية من مردودات إيجابية وأخرى سلبية على إنسان ذلك العصر.
شاهد ايضا: أصول الموسيقى وقواعدها العامة
المسرح الإيمائي التمثيل الصامت ـ Pantomime :
لم يكن المسرح في أثينا الديمقراطية في حقيقته مسرحاً شعبياً، فمع أن المأساة Tragedy كانت من إبداع الديمقراطية الأثينية إلا أنها جاءت ديمقراطية العرض أرستقراطية الموضوع، تحرص على نشر نموذج الإنسان الفريد بقلبه الكبير ومُثلِه العليا المفعمة بالخير والجمال، وكان أغلب جمهور المأساة من الطبقة الحاكمة، وجوائزه تمنح بوساطة موظفين يخضعون في تصرفاتهم أساساً للاعتبارات السياسية، ولم يكن هناك مسرح شعبي حقيقي غير التمثيل الصامت Pantomime المحروم من إعانة الدولة، فأرتبط بجماهير الشعب مستمداً موضوعاته من حياة بسطاء الناس وواقعهم، ومال إلى الترفيه عنهم لا إلى تربيتهم وتثقيفهم، كما يفعل المسرح الرسمي.
مسرحية المعجزات ـ Miracle Play :
شاع هذا النوع من المسرح الذي يجمع بين المأساة والملهاة، في انجلترا بين القرنين العاشر والسادس عشر، فظهرت مسرحيات مواضيعها مستقاة من قصص الكتاب المقدس وحياة القديسين يقوم بالتمثيل فيها الناس البسطاء من الأهالي وذلك عندما بدأ فن المسرح يخرج عن نطاق الكنيسة، فقامت برعاية هذا النوع من المسرح الجمعيات والمنظمات المهنية تجارية كانت أم حرفية في كل مدينة من المدن حتى
اشتهرت مسرحيات المعجزات بأسماء المدن التي مثلت فيها.
الميلودراما ـ Melodrama :
المسرحيات التي تعتمد في تأثيرها على المواقف العاطفية الحادة أكثر من اعتمادها على بناء الشخصيات وتطويرها، ظهر هذا النوع من المسرحيات خلال عصر النهضة ضمن محاولات إحياء المسرحيات الإغريقية بمصاحبة الموسيقى للكلام المنطوق، ويعد أفضل نموذج حي لهذا النوع من المسرح مسرحية بيجماليون المنطوق للحوار المصاحبة الموسيقية بالخلفية زتّتمي التي Rousseau Jacques Jan ـ روسو جاك جان لـ Pygmalion .
شاهد ايضا: أغنية بي تي اس الجديدة “Boy With Luv” تحطم ثلاثة ارقام قياسية على اليوتيوب